د/ مروة إبراهيم

أبرزت الصحف الحكومية والمعارضة الإثيوبية تزايد التوتر بشأن الانتخابات البرلمانية القادمة، والكشفت عن مخاوف أمنية وتدهور المناخ السياسي، ماينذر  بأزمة ثقة محتملة في سير العملية الانتخابية. كما عكست التقارير الإعلامية قلق إثيوبيا واستيائها من تهديدات خارجية، قد تؤدى إلى عزلة دبلوماسية متزايدة في المنطقة، واستمرار التوترات والصراعات العرقية في إثيوبيا، والإقليمية عبر إشتعال نيران الحرب مجددًا بين إثيوبيا وإريتريا، والتحسب من تسبب سد النهضة فى عزلة إثيوبيا عربياً، ومواجهة إثيوبيا ضغط دولي ومصري.

أولا: على المستوى الداخلي

أ- اجتماعيًا

خلاف بين هيئة الانتخابات الإثيوبية والأحزاب السياسية

نشرت صحيفة “أديس أستاندرد” الأمهرية (23-10) خبرًا حول تقديم مجلس الانتخابات الوطني الإثيوبي توصيةً بإجراء الانتخابات العامة السابعة في 3 يونيو 2026م، خلال اجتماع تشاوري عقده مع قادة الأحزاب السياسية، ما أثار استياء الأحزاب المعارضة، التي أعربت عن شكواها بشأن الوضع الأمني في البلاد وتضييق الخناق على المناخ السياسي، فقدمت مخاوفها من أنه لا يمكن إجراء انتخابات ذات مصداقية في ظل الظروف الحالية. وفي المقابل أوردت صحيفة “إينا” الحكومية (28-10) كلمة رئيس الوزراء أمام مجلس النواب، وتأكيده على إجراء الانتخابات العامة في دورتها السابعة في موعدها المحدد، مشيرًا إلى أنها ستتميز عن سابقاتها بالشفافية.

ب- اقتصاديًا

مؤشرات الخبراء حول ارتفاع معدل التضخم

تساءلت صحيفة “أديس أستاندرد” الأمهرية (22-10) في خبر لها حول ارتفاع أسعار الذهب، رغم الزيادة الكبيرة في إنتاجيته. ووفقًا لما نشرته الصحيفة  عبر تصريحات خبراء اقتصاديين فإن عملية زيادة الأسعار والإنتاج تشير إلى ضغوط وعوامل اقتصادية واسعة النطاق؛ وأن مشاكل توقف النقل والمشاكل الأمنية في بعض مواقع التعدين قد تزيد من تفاقم ارتفاع الأسعار عن طريق تقييد الإمدادات. كما نشرت صحيفة “ذا ريبورتر” الأمهرية (29-10) إعلان ንብ ባንክ بنك نيب، وتكبده خسائر كبيرة بسبب تقلبات أسعار الصرف الأجنبي، في المقابل تناولت صحيفة “أديس أستاندرد” (24-10) تقريرًا حكوميًا سلط الضوء على النمو الاقتصادي في إثيوبيا، واستعرض التفاؤل الحكومي في ضوء مساهمة القطاعات الرئيسة في هذا النمو، مع إبراز دور الصناعة كأسرع القطاعات نموا. وأشادت صحيفة “إينا” (28-10) بتأكيد رئيس الوزراء على التقدم الملموس في مسار التحول الاقتصادي، مشيرة في خبر آخر إلى التطوير السريع لاحتياطات الغاز والنفط الضخمة ومساهمتها فى الحد من التضخم وتعزيز الاستقرار الاقتصادي.

جـ- أمنيًا

استمرار التوترات والصراعات العرقية والإقليمية في إثيوبيا

نشرت صحيفة “أديس أستاندرد” الأمهرية المعارضة (21، 25-10) أخبارًا حول تصاعد عمليات قتل المسؤولين في منطقة أمهرة، منها قتل رئيس مكتب السلام والأمن، ومقتل أكثر من 25 شخصًا، بينهم أطفال، في هجوم في غرب شوا، بمنطقة أوروميا. وفي هذا السياق أشار السكان المحليون إلى أن منفذي الهجوم هم “مسلحو فانو” الذين ينشطون في المنطقة. واوردت الصحيفة تفاصيل حول تنفيذ العديد من الهجمات التى قصها المواطنون وشهود عيان حول قتل وإصابة وتدمير المنازل. وفي السياق نفسه تناولت الصحيفة في (17-10) معاناة النازحين ودعوة إدارة تيجراي المؤقتة وكالات الأمم المتحدة إلى تسريع إمدادات المساعدات الإنسانية، وتقديم الدعم للحلول المستدامة والحفاظ على وحدة أراضي تيجراي.

ثانيا: على المستوى الخارجي

أ-محاولات إثيوبيا دعم أمنها وتخفيف عبء ديونها

عززت بعض الصحف الإثيوبية، الحكومية والمعارضة، محاولات ومناقشات إثيوبيا خارجيًا، بهدف تأمين الدعم الأمني والاقتصادي للبلاد. وفي هذا السياق أشارت صحيفة “أينا” (24-10) وصحيفة “أديس أستاندرد” الأمهرية (22-10) إلى تصريحات وزير المالية أحمد شيدي، بشأن سلسلة المناقشات رفيعة المستوى مع نظرائه الأميركيين والخليجيين والإسرائيليين لتعزيز التعاون الاستثماري والمالي، وتأكيده التزام إثيوبيا بتعميق التعاون مع الشركاء الدوليين لمواصلة أجندتها الإصلاحية الاقتصادية.

وعلى نحو مماثل ذكرت صحيفة “أديس أستاندرد” الأمهرية (21-10) تكثيف التعاون العسكري بين إثيوبيا وشركة روساتوم الروسية للطاقة الكهربائية على بناء محطة للطاقة النووية في إثيوبيا باستخدام تكنولوجيا VVER-1200 الحديثة والآمنة، كما سلطت صحيفة أديس أستاندرد” الأمهرية (21-10) الضوء على محاولات لجوء إثيوبيا للصين لتخفيف عبء ديونها البالغة 5.38 مليار دولار من خلال تحويلها إلى عملة اليوان، فصرح حاكم البنك الوطني أيوب تكالين بأن “مناقشات تجري حول تبادل العملات مع بنك التصدير والاستيراد الصيني وبنك الشعب الصيني  (PBC).

ومن ناحية أخرى نشرت صحيفة “إينا” (28-10) خبرًا حول توقيع وزارة المالية الإثيوبية اتفاقية تمويل مع الاتحاد الأوروبي بقيمة 90  مليون يورو لدعم خطة العمل السنوية لعام 2025م. وأوضحت الوزارة أن الاتفاقية تأتي في سياق الإصلاحات ودعم التعافي وإعادة الإعمار بعد انتهاء الصراع الداخلى.

ب- نيران الحرب تشتعل مجددًا بين إثيوبيا وإريتريا

أبرزت الصحيفة نفسها تصريحات أبي أحمد حول موقف إثيوبيا تجاه قضية البحر الأحمر التي تمثل مسألة قانونية وتاريخية وجغرافية، ونشرت صحيفة “ذا ريبورتر” الأمهرية (29-10) تصريحه: “لا توجد وثيقة قانونية تُثبت تسليم البحر الأحمر لإريتريا، الذي كان يعد ثروة إثيوبيا، وأن الطريقة التي فقدت بها البلاد هذا الأمر غير شرعية، سواء كانت وثيقة موقعة من الحكومة أو قرار اتخذه الشعب”.

 كما نشرت مواقع التواصل الاجتماعي على الفيس بوك، نحو موقع “أديس أستاندر” (22-10) وفقاً لتحليل نشرته مجلة Foreign Policy الأمريكية (21 أكتوبر 2025م)، تقريرًا حول تزايد المؤشرات الميدانية والسياسية التي تنذر باحتمال اندلاع مواجهة عسكرية جديدة بين إثيوبيا وإريتريا، في ظل التحولات الأخيرة التي يشهدها إقليم تيجراي شمالي إثيوبيا. كما نوه التقرير للتكهنات المتزايدة بشأن حجم مشتريات الأسلحة وعمليات نشر أسمره للمعدات العسكرية بالقرب من ميناء عصب الإريتري بالبحر الأحمر، الذي أعربت السلطات الإثيوبية عن اهتمامها بالوصول إليه. كما رأى الكاتبان مايكل ولد مريام وعبيل أبات دميسي: أن إعادة ترتيب الأوراق في تيجراي وبروز تقارب محتمل بين سلطات الإقليم وأسمرة، قد يُحوّل الإقليم إلى بؤرة استقطاب جديدة في الصراع بين الدولتين. فالقوات التي قاتلت في الحرب الأخيرة، التى يُقدّر عددها بأكثر من 250 ألف مقاتل، لم تُحل بالكامل، ما يجعل إقليم تيجراي عاملاً حاسماً في أي تصعيد محتمل. وأوردت الصحيفة أن عدداً كبيراً من القوات، التي كانت تُعرف سابقاً باسم “قوات دفاع تيجراي”، تعارض التحضيرات الإثيوبية حال إندلاع حرب مع إريتريا وتتحالف مع إريتريا.

وفي هذا السياق أشارت صحيفة “أديس أستاندرد” الأمهرية (24-10) إلى إعلان منظمة عفر البحر الأحمر- جماعة معارضة للحكومة الإريترية وتعمل بإثيوبيا- تخريج مقاتلين جدد، وفي بيان أصدرته المنظمة “أكدت رسالتها في حماية حقوق مجتمعات عفر في البحر الأحمر”، و”مقاومة القمع الذي تمارسه الحكومة الإريترية”. ودعت “جماعات المعارضة الإريترية إلى تشكيل جبهة موحدة لمحاربة الحكومة الإريترية، التي يرون أنها تهدد السلام والاستقرار بمنطقة القرن الأفريقي”. في المقابل نشرت صحيفة “ذا ريبورتر” (25-10) تصريح جيتاتشو رضا، الرئيس السابق لإدارة تيجراي المؤقتة والمستشار الحالي لرئيس الوزراء: “الحكومة الإريترية لا ترغب في خوض حرب مع إثيوبيا”، وألقى باللوم في ذلك على “قوة منظمة تعمل تحت ستار السلطة العسكرية”.

ثالثا: أخبار متعلقة بمصر

أ- التحسب من تسبب سد النهضة فى عزلة إثيوبيا عربياً

يشكل السد الإثيوبي حاليًا قضية تتجاوز المياه، فتردد في سياقها  مزاعم ورؤى إثيوبية مضللة بأنه أداة للسيادة والتنمية، وفي المقابل تتردد تقارير عن تكتل وتوحيد المواقف العربية ضد أديس أبابا، مما قد يدفع إثيوبيا إلى عزلة دبلوماسية واقتصادية متزايدة في المنطقة. وفي هذا السياق أبرزت صحيفة “أديس أستاندرد” الأمهرية (17-10) رؤيتها حول علاقات إثيوبيا الخارجية مع الدول العربية، لاسيما السعودية والإمارات، التي وصفتها بأنها علاقات غير موثوقة ومتقطعة. ومن أهم أسباب التوتر التي ذكرتها: “بناء السد (GERD) الذي أدى إلى ردود فعل عنيفة وانتقامية من الدول العربية، خاصة جامعة الدول العربية، والسعودية التي رأت الصحيفة أنها: “دعمت مزاعم مصر حول السد، وتبرر حملة القمع المتواصلة التي شنتها على المهاجرين الإثيوبيين وترحيلهم منذ عام 2013م”. كما أشار الخبر إلى: “حسن شيخ محمود الذي عبث بكل شيء لإفشال صفقة ميناء إثيوبيا مع أرض الصومال، ووصفهم بأنهم يسعون جاهدين لشل المشروع”.

ب- ضغط دولي ومصري يواجه إثيوبيا

نشرت صحيفة “أديس أستاندرد” الأمهرية (25-10) خبرًا حول انتقاد السفارة الإثيوبية ببروكسل لبيان مصر والاتحاد الأوروبي المشترك ووصفته بأنه “مؤسف للغاية”. وأعربت عن أسفها لكون “الاتحاد الأوروبي يتحالف مع مصر، وتقليله من شأن إثيوبيا، وقالت السفارة أن البيان “يُفقد الاتحاد الأوروبي مصداقيته كداعم لنظام دولي قائم على سيادة القانون”، وأضافت أن “الاتحاد بصفته مراقباً للمفاوضات التي جرت حول السد(GERD)  بوساطة الاتحاد الأفريقي، كان لديه الفرصة لأن يتخذ موقفاً متوازناً معقولاً وغير منحاز”، كما علقت الصحيفة بأن “إثيوبيا لن تُرهب بالضغوط الرامية إلى التخلي عن حقها في استخدام نهر النيل”، ووصفت سياسة مصر بأنها تهدف إلى إضعاف إثيوبيا بدلاً من تعزيز التعاون.

كما تداولت المواقع الإثيوبية على الفيس بوك أديس أستاندر( 18-10) تصريحات رئيس الوزراء المصري الذي وصف  النهر “بأنه مسألة وجودية، غير خاضع للتراضي” وسط تجدد التوتر مع إثيوبيا.

وتناولت الصحيفة (14-10) تصريحات مسعد بولوس مستشار الرئيس الأمريكي بشأن حل الخلاف حول السد (GERD)  من خلال “الوسائل التقنية” بدلاً من الضغط السياسي، وتأكيده مجددًا التزام واشنطن بتسهيل حل سلمي مقبول للطرفين، واصفا الدولتين بأنهما “مترابطين بروابط تاريخية لا ينبغي أن تؤدي إلى صراع”، مؤكدًا على التواصل المستمر بين الإدارات الأمريكية والمصرية، وأهمية ملف السد لدى ترامب.

ومن ناحية أخرى أشادت صحيفة (إينا الإثيوبية) (14-10) بتصريح الرئيس الإثيوبي الذى أشار إلى العلاقات العريقة والمتعددة بين إثيوبيا ومصر، وتأكيده على مجالات التعاون العديدة التي يواصل البلدان السعي إليها، بالرغم من بعض القضايا العالقة، وذلك خلال اعتماد السفير الجديد لمصر لدى إثيوبيا.

جـ- قلق إثيوبي من التعزيز الأمني المصري في الصومال

أشارت صحيفة أديس أستاندرد على موقعها على الفيس بوك (22-10) من خلال مصدر موقع Garowe online (موقع إخباري صومالي) إلى الخطط النهائية لمصر قبل نشر القوات في الصومال وسط التوتر مع إثيوبيا،  مشيرة إلى تصريحات الوزير بدر عبدالعاطى الذي أكد التزام القاهرة بدعم الجهود المبذولة لتعزيز الأمن والاستقرار في الصومال وعبر القرن الإفريقي. ونشرت صحيفة “ذا ريبورتر” (25-10) خبرًا بعنوان “مصر مستعدة لنشر قوات في الصومال ضمن بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي”، فأشارت في سياق الخبر إلى زيارة الوفد المصري الذي جاء في ظل تصاعد الخلاف مع إثيوبيا بسبب السد ونوهت إلى مُساهمة إثيوبيا بـ 2500 جندي في (AUSSOM).

وفى المقابل إستعرضت صحيفة “أديس أستاندرد” في مقال لها (22-10) أهمية الصومال بوصفها “سلعة دبلوماسية”، في مسرح تنافس جيوسياسي بين القوى الإقليمية؛ مشيرة إلى محاولات ارتكاز إثيوبيا على مشروع السد، وفي المقابل تنافس قوتا الشمال، مصر وإريتريا، على إبقاء الصومال أداةً لكبح نفوذ إثيوبيا وتقييد طموحها. وزعمت الصحيفة أن “الفراغ الأمني في الصومال لا يُشجع الإرهاب فحسب، بل يُشجع أيضًا التلاعب الخارجي ويمنح مصر مساحة دبلوماسية في ممر البحر الأحمر”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version