مثلت قمة العلا بما حملته من المصالحة العربية بين قطر من جهة والرباعي العربي من جهة أخري (مصر، السعودية، الامارات، البحرين) فصلاً جديداً في العلاقات العربية الإيرانية، فقد كانت من أولويات هذه القمة توحيد الصف العربي إزاء التحديات الخارجية التي يواجهها الوطن العربي، وفي مقدمتها التهديد الإيراني.
وقد أجمع المشاركون في القمة علي أهمية وحدة الصف العربي والتنسيق المشترك إزاء التهديدات الإيرانية، وعليه تستعرض في هذه الورقة أهم مراحل تطور العلاقات العربية الإيرانية، ونبحث عما إذا كانت هذه القمة تمثل نهجاً جديداً في العلاقات العربية الإيرانية أم استمراراً للنهج القائم، كما نبحث ايضاً في مدي احتمالية تغيير إيران لسياستها الخارجية رداً علي تطورات المصالحة العربية.
العلاقات
الخمينى “قائد الثورة الإيرانية” – صورة أرشيفية
المرحلة الأولى (1979 – 1990)
اتسمت هذه المرحلة بالتوتر بشكل عام، فقد أثر سقوط نظام الشاه، واستبداله بنظام الثورة الإسلامي _الذي سعى إلي تصدير ثورته للدول العربية المجاورة_ بشكل كبير علي العلاقات العربية الإيرانية، خصوصاً في منطقة الخليج، حيث توجست النظم الخليجية التقليدية من وجود نظام إسلامي ثوري له أيديولوجية توسعية علي الشاطئ الآخر من الخليج.
كما أن فكرة تصدير الثورة كفكرة مركزية في تلك الفترة بالنسبة للنظام الإيراني، والتي تم تقنينها في الدستور الجديد، جعلت إيران صاحبة توجه خارجى توسعى تجاه المنطقة بشكل واضح وصريح، وقد أضيف مزيد من التوتر للعلاقات العربية الإيرانية في تلك الفترة من خلال نشوب الحرب العراقية الإيرانية أو حرب الخليج الأولي، فقد قامت العراق بغزو إيران، ولكن ما زاد التوتر هو وقوف معظم الدول العربية بجانب العراق في تلك الفترة.
فالكويت خصوصاً، ودول الخليج عموماً قد قدمت دعماً مالياً سخياً للعراق، لتمويل شراء صفقات أسلحة ومعدات عسكرية، وعندما رفض الإتحاد السوفيتي توفير أسلحة وقطع غيار للجيش العراقي (ذى التسليح السوفييتي)، قامت المصانع الحربية المصرية بتوفير احتياجات الجيش العراقي من قطع الغيار وغيرها من الأسلحة التي تنتجها مصر.
كما أن اتفاقية السلام المصرية مع إسرائيل، بل واحتضانها الشاه ووفاته بها أضاف للتوتر في العلاقات العربية الإيرانية في تلك الفترة، وقد أدي هذا التوتر إلي حدوث قطيعة دبلوماسية بين إيران، وعدد من الدول العربية، كمصر والكويت والسعودية.
على أكبر هاشمى – صورة أرشيفية
المرحلة الثانية (1990 -2002)
اتسمت هذه المرحلة في مجملها بتراجع التوتر في العلاقات العربية الإيرانية، وكان سبب تراجع التوتر يرجع بشكل عام إلى موقف إيران من غزو العراق للكويت، حيث مثل الغزو العراقي للكويت صدمة كبيرة للنظام العربي والنظام الإيراني علي حد السواء.
وعلي الفور، بدأت الأنظار تتوجه نحو إيران للوقوف علي موقفها من الحرب، وكان التخوف العربي وقتئذ أن تنضم إيران إلي العراق، بعد تشكيل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية لطرد العراق من الكويت.
وعلي الرغم من تضارب الآراء داخل النخبة الإيرانية الداعية إلي التدخل لمساعدة العراق التي تواجه عدواناً غربياً بقيادة الشيطان الأعظم (الولايات المتحدة)، استناداً إلي مبدأ نصرة المستضعفين الذي التزمت به الثورة الإيرانية، وتم تقنينه في الدستور، وبين الرأي الآخر الذي مازال يذكر آلام حرب الخليج الأولي والغزو العراقي للأراضي الإيرانية.
ولكن في النهاية انتصر الرأي الأخير، والذي مثلته المؤسسات الرسمية في إيران، حيث نددت المؤسسات الرسمية للدولة بغزو العراق للكويت، وطالبته بالانسحاب الفوري. وفي ظل تعنت العراق، بدأ الحديث على المستوي العربي عن الاستعانة بقوات أجنبية، لطرد العراق من الكويت.
وجاء الموقف الإيراني علي نمط يثير الدهشة موائماً للموقف العربي من حيث الاستعانة بمثل هذه القوات، فقد صرح “علي أكبر هاشمي رفسنجاني” آنذاك: «إن إيران لا تمانع فى الاستعانة بقوات أجنبية، ما دامت سترحل فور تحرير الكويت».
وعندما نشبت الحرب بقيادة التحالف الدولي ضد العراق، امتنعت إيران عن مساعدة العراق، حيث ذكر أحمد الخميني ابن الإمام الخميني قائد الثورة الإيرانية: «أن ما من أحد يرضى ببذل نقطة دم واحدة من حرسنا الثوري ليحصل صدام على منفذ على الخليج الفارسي» (1).
وبناء علي موقف إيران من الحرب، بدأت تحدث انفراجه في العلاقات العربية الإيرانية، حيث تم تخفيف التوتر مع السعودية والتوقيع علي عدة اتفاقيات تجارية معها، كما ظلت العلاقات الإيرانية السورية متميزة في تلك الفترة.
واستمرت العلاقات بين معظم الدول العربية وإيران تجري علي طبيعتها إلا مصر التي قاطعتها إيران بسبب اتفاقية السلام، وتحاول حالياً استئنافها بأى شكل، إلا أن مصر ترفض التجاوب معها، لتدخلاتها السلبية فى المنطقة العربية، والقطيعة الإيرانية الجزائرية علي إثر تعليق إيران علي وقف الانتخابات هناك الأمر الذي اعتبرته الجزائر تدخلاً في الشأن الداخلي لها (2).
حسن نصر الله وبشار الأسد – أرشيفية
المرحلة الثالثة (2002 – 2011)
اتسمت هذه المرحلة بشكل عام برجوع التوتر للعلاقات العربية الإيرانية، فمع التشرذم العربي الواضح على الساحة الإقليمية، وعدم وجود قيادة واحدة للنظام العربي (كمصر في الخمسينيات، وبداية الستينيات على سبيل المثال)، بدأ ظهور تصدع في الصف العربي مع قضية الغزو الأمريكي، ومن ثم اغتيال رئيس الوزراء اللبناني “رفيق الحريري”، والغزو الإسرائيلي للبنان عام 2006.
وعلي الرغم من الموقف العربي الرافض للغزو الإسرائيلي للبنان، إلا أن الموقف العربي من حزب الله اتسم بقدر من التباين، حيث اتهمته بعض الدول العربية بأنه من بدأ الحرب بخطف الجنديين الإسرائيليين، وأنه يجر المنطقة لمصير مجهول، وآخرون يثمنون جهود حزب الله في درء العدوان الإسرائيلي على كل من لبنان وقطاع غزة أواخر عام 2008.
جميع هذه الاحداث التي مرت بها المنطقة العربية قد أحدثت بها شرخاً عميقاً، كما أن الفراغ القيادي الذي تركته مصر لم تستطع أى من الدول العربية الأخرى أن تملؤه لذا، فقد تغلغلت إيران في الوطن العربي، لتملأ هذا الفراغ، وعليه فإن في هذه المرحلة تم تشكيل محورين:
الأول هو محور الممانعة (المقاومة) الذي يضم كل من (إيران – سوريا – قطر – حماس – حزب الله)، والثانى هو محور الاعتدال الذي جمع (السعودية – الأردن – مصر – الإمارات – البحرين – الكويت)، وعمل كل محور على جذب أكبر عدد من الدول العربية إلي فلكه، مما أفضى إلى وجود توترات وتشاحنات بين الدول العربية (التي تشكل محور الاعتدال) وإيران بشكل عام.
كما أن تدخل إيران في الشئون الداخلية لعدد من الدول العربية، قد عمق من الأزمات. ففي العراق علي سبيل المثال، أدى الدعم الإيراني للقوى الشيعية في تلك الفترة إلي سيطرة شيعية شبه كاملة علي مؤسسات الدولة بقيادة “نورى المالكي” _رجل إيران_ في العراق، بالإضافة إلى إقصاء وتهميش للسنة.
وكان دعم إيران لحزب الله قد أخل بتوازنات القوى داخل لبنان، وكذا الدعم المالي الإيراني لضحايا العدوان الإسرائيلي علي لبنان قد وضع الحكومة اللبنانية في موقف محرج أمام شعبها، لذا يمكن القول إن جميع الأحداث في تلك الفترة كانت تصب نحو زيادة التوتر العربي الإيراني (3).
أمير قطر “تميم بن حمد” – أرشيفية
المرحلة الرابعة (2011 – 2020)
إن كانت المرحلة الثالثة هي المرحلة التي عاد فيها التوتر للعلاقات العربية الإيرانية، فإن المرحلة الرابعة هي المرحلة التي تفجر فيها هذا التوتر، ليطغي على العلاقات العربية الإيرانية.
فقد مثلت حركات الاحتجاجات في الأقطار العربية، وما صاحبها من أزمات سياسية في البلدان العربية الي تغلغل إيران بشكل أوسع فيها، حيث توغلت إيران في سوريا، وأصبح لها وجود عسكري سواء من خلال حزب الله أو من خلال “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني.
وفي العراق، قامت إيران بهندسة ودعم تشكيل الفصائل الشيعية المسلحة تحت ذريعة مواجهة داعش، فقامت بتمويل ودعم الحشد الشعبي وعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله العراقية، إضافة إلى اليمن الذى قامت إيران فيه بدعم حركة “أنصار الله الحوثي” سواء في ،2011 أو من خلال دعم انقلابهم علي السلطة الشرعية في اليمن عام 2015.
وشكل الدعم الإيراني لجماعة الحوثي في اليمن، وما أعقبه من التدخل العسكري للتحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات حدثاً هاماً، إذ أنه يمثل أول صدام عسكري غير مباشر بين إيران _ممثلة في جماعة الحوثي_ والسعودية والإمارات، مما يؤشر علي اتجاه التوتر الخليجي الإيراني ليأخذ منحي عسكري.
واستمراراً للتغلغل الإيراني في المحيط العربي، قامت إيران في 2011 بدعم جماعات شيعية بحرينية في محاولة للإطاحة بالحكم الملكي هناك.
حدث تقارب قطري إيراني إبان الأزمة الخليجية، إلا أن العلاقات بين قطر وإيران أقدم وأقوى بكثير مما حدث أثناء المقاطعة . فعلي سبيل المثال لا الحصر، قامت قطر وإيران في أكتوبر عام 2015 بتوقيع اتفاق أمني / عسكري تحت مسمى “مكافحة الإرهاب والتصدي للعناصر المخلة بالأمن في المنطقة”.
كما التقى قائد حرس الحدود الإيراني “قاسم رضائي” بمدير أمن السواحل والحدود في قطر “علي أحمد سيف البديد” في نفس الشهر، حيث وقع الجانبان اتفاقية تعاون لـ”حماية الحدود المشتركة” بين البلدين، وشمل الاتفاق الأمني العسكري إجراء تدريبات عسكرية مشتركة (الزاهد 2020) (4).
وأظهرت الأزمة الخليجية مدى قوة العلاقات القطرية – الإيرانية في العلن، وقدمت طهران الدعم والحماية إلى قطر، فقد قامت قطر بإعلان عودة سفيرها إلى طهران في 23 أغسطس من العام 2017 ، وذلك بعد 20 شهر من تخفيض التمثيل الدبلوماسي بين البلدين علي خلفية الأزمة الدبلوماسية السعودية – الإيرانية.
وفتحت قطر حدودها البحرية مع حرس الحدود الإيراني بعد توقيع حكومتي قطر وايران مذكرة تفاهم حدودية بينهما في أغسطس 2019 . وفي مطلع ديسمبر ،2019 ناقش قائد القوات البحرية في الجيش الإيراني مع نظيره القطري تجديد التفاهمات العسكرية بين البلدين، في دلالة واضحة على عمق التعاون أمنياً وعسكرياً بين الدوحة وطهران.
ومع مطلع العام الثالث على مقاطعة دول الرباعي للدوحة ، قام “تميم بن حمد آل ثاني” _أمير دولة قطر_ بأول زيارة رسمية إلى العاصمة الإيرانية “طهران”، وأجرى مباحثات مع الرئيس الإيراني “حسن روحاني”، لبحث سبل حل النزاع في المنطقة عقب التوترات بين واشنطن وطهران في يناير 2020.
وأخيراً بلغ التوتر العربي الإيراني منحى جديد، بإبرام اتفاقيات التطبيع الأخيرة بين الإمارات والبحرين من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، حيث يعنى ذلك أن الشيطان الأصغر (إسرائيل) أصبح لها موطئ قدم على الشاطئ الآخر من الخليج، وبما يمثل تهديداً مباشراً للأمن القومي الإيراني في مجال رئيسي وحيوي من مجالات أمنه القومي. كل هذه العوامل تضافرت من أجل خلق مزيد من التوتر في العلاقات العربية الإيرانية في هذه المرحلة، وحتي يومنا هذا.
وزير الخارجية الإيرانى – أرشيفية
المرحلة الخامسة (إعتباراً من عام 2021)
تبدأ المرحلة الخامسة من “قمة العلا” التى انعقدت بالمملكة العربية السعودية، حيث كانت إيران أبرز القضايا التي شملتها القمة، حيث أعرب المشاركون في القمة عن رفضهم التام لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة العربية، وإدانتهم لجميع الأعمال الإرهابية التي تقوم بدعمها طهران، وتغذيتها للنزاعات الطائفية والمذهبية، في انتهاك صريح للأعراف والقيم الدولية وتهديد للأمن الإقليمي والدولي (5).
وطالبت القمة طهران بضرورة الكف والامتناع عن دعم الجماعات التي تؤجج هذه النزاعات، وإيقاف دعم وتمويل وتسليح المليشيات الطائفية والتنظيمات الإرهابية، بما في ذلك تزويدها بالصواريخ الباليستية، والطائرات (بدون طيار) لاستهداف المدنيين، وتهديد خطوط الملاحة الدولية والاقتصاد العالمي.
وعلى الجانب المقابل، جاء الرد الايراني علي لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية “سعيد خطيب زاده”، حيث قال: “إن إيران لطالما التزمت بالقوانين والتعهدات الدولية، وعليه فهي لن تتحمل أي تدخل في برامجها النووية والصاروخية والشؤون المتعلقة بسياساتها العسكرية ودفاعها الردعي”، وأضاف أن “الاتهامات المتكررة، والتي لا أساس لها الواردة في البيان الختامي لقمة دول مجلس التعاون الخليجي، ناتجة عن عدم فهم المحيط وخارجه، وحقد النظام السعودي وضغطه السياسي على المجلس”، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية ووكالة “تسنيم” (6).
إن النفوذ الايراني لن يتأثر كثيراً بعد قمة العلا، حيث أكد وزير الخارجية القطري “محمد بن عبد الرحمن آل ثاني” في حديث إلى صحيفة “فاينانشال تايمز ” (7) أن علاقات الدوحة بطهران لن تتأثر عقب إتمام المصالحة الخليجية مؤخراً.
ويظهر دعم ايران لقطر بعد قمة العلا، إذ هنأت طهران الدوحة بمناسبة إنهاء الأزمة علي لسان وزير الخارجية الإيراني في تغريده عبر حسابه على تويتر: “مبروك لقطر نجاح مقاومتها الشجاعة للضغط والابتزاز”، وأضاف قائلاً “إلى جيراننا العرب الآخرين: إيران ليست عدواً ولا تهديداً” (8).
وفى الوقت نفسه، تحاول قطر ترسيخ نفسها كقوة دبلوماسية تفاوضية لتعزيز العلاقات العربية / الإيرانية، حيث قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني “إن قطر تأمل بحوار قريب بين دول مجلس التعاون وإيران، وتعتقد أن المفاوضات باتت وشيكة، وهو أمر أعربت طهران عن رغبتها في الوصول إليه مرات عدة”. وأشار وزير الخارجية القطري أيضاً إلى أن بلاده مستعدة لتسهيل المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران إذا طلب منها ذلك، مشيراً إلى أن الدوحة تمتلك علاقات جيدة مع كل من طهران وواشنطن.
خلاصة الدراسة
ختاماً، يبقي التساؤل عما إذا كانت السياسة الخارجية الإيرانية ستشهد اختلافاً عن نظيرتها قبيل قمة العلا، ونقول هنا إن إيران دولة لديها سياسة خارجية ثابتة، ولها أركان راسخة، فهي دولة لا تستطيع العيش داخل حدودها.
كانت هذه حقيقة منذ أيام الإمبراطورية الفارسية، ثم الدولة الصفوية، ودولة الشاه، وأخيراً جمهورية الثورة الإسلامية، لذا فإن منطق إيران في سياستها الخارجية واحد، وهو أن الإمبراطوريات لا تموت، وبالتالي فإن المزيج القومي والمذهبي لإيران في سياستها الخارجية جعلها تسعي دائماً لموطئ قدم في المنطقة العربية بشكل عام، وفي الخليج بشكل خاص.
وجعل هذه المنطقة ذات أهمية إستراتيجية بالنسبة لإيران، لذا تظل السياسة الخارجية الإيرانية في ركائزها الأساسية واحدة ولكن قد يتغير الفاعلون، فعلي سيبيل المثال، لا يهم إذا ما كان يحكم إيران الشاه أم المرشد، فبالنسبة لإيران تظل البحرين جزء من التراب الإيراني، ويظل الخليج من أهم مجالات الأمن القومي الإيراني، وتظل مصر أكبر منافس علي الريادة الإقليمية في المنطقةً.
وبهذا نرى أن قمة العلا قد لا يكون لها أي تأثير علي مسار السياسة الخارجية الإيرانية، وفي أحسن الأحوال، فإن قمة العلا ستعيد السياسة الخارجية الإيرانية إلي أوضاع ما قبل عام 2017، ولن يحدث بها أي تغيير جوهرى.
أما بالنسبة للعلاقات العربية / الإيرانية، نزعم أن الثابت الوحيد فيها هو التغير، كما أنه من الصعوبة بمكان التنبؤ بما ستؤول إليه العلاقات العربية الإيرانية، فهي ترتبط بعدد كبير من العوامل، منها الداخلي العربي، والإيراني والإقليمي والدولي.
ولكن يمكننا التقدير بعدم حدوث إنفراج في ظل المتغيرات الحالية، وبالتالى فإن حالة العلاقات العربية / الإيرانية ستشهد تحولاً شكلياً فى السياسات، بإعتبار أن قمة العلا تمثل منحى جديد في هذه العلاقات، ولكن على المستوى الإستراتيجى، سيواصل النظام الإيرانى سياساته الرامية لتعزيز نفوذه الإقليمى، والمشاركة بفاعلية فى إعادة ترتيب نظام الأمن فى الإقليم، وبالشكل الذى يتسق مع تحقيق أهدافه القومية.
* إعداد الباحثين:
– محمد طلعت.
– حسين جبران.
* تحت إشراف:
– د/ سعيد الصباغ.
——————————————————————
 * المراجع:
(1) نيفين عبد المنعم مسعد، صنع القرار في إيران والعلاقات العربية-الإيرانية، (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 2001).
(2) نيفين عبد المنعم مسعد، “العلاقات العربية – الإيرانية، في ” الوطن العربي في السياسة الدولية”، (القاهرة: كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، 2020).
(3) نيفين عبد المنعم مسعد، مرجع سابق.
(4) http://ara.tv/p6t7n.
(5) https://al-ain.com/article/saudi-relations-allies-qatar-iran.
(6)https://arabic.cnn.com/middle-east/article/2021/01/06/iran-reacts-gcc-summit-statement.
(7) https://www.ft.com/content/ea1e7058-960d-416c-93dc-f4f8c7945c12.
(8) https://www.bbc.com/arabic/middleeast-55550853. 
شاركها.

اترك تعليقاً

Exit mobile version