لا شك أن سيطرة حركة طالبان المباغتة علي كافة الأراضي الأفغانية ودخولها العاصمة كابول دون أدني معاناه تذكر قد مثل صدمة لمعظم الدول الغربية وخصوصاً الولايات المتحدة التي راهن رئيسها علي الجيش الافغاني الذي انفقت عليه الولايات المتحدة مليارات الدولارات من أجل تسليحه وتدريبه، كما مثلت السيطرة السريعة لحركة طالبان علي كافة الأراضي الأفغانية صدمة لدي دول المنطقة خصوصاً المحيطة بإيران وعلي راسها الصين وروسيا التي ستسعى في الأيام المقبلة إلي ترتيب أوراق سياستها الخارجية فيما يتعلق بأفغانستان، ولكن يتبقى الموقف الإيراني من سيطرة طالبان علي أفغانستان هو الموقف الأبرز والأكثر مدعاه للتحليل وذلك بسبب النفوذ والمصالح الإيرانية المتعددة داخل أفغانستان والتي من الممكن ان تفوق مصالح الدول الأخرى المجاورة لأفغانستان وايضاً نظراً لتعقد العلاقة ما بين إيران وحركة طالبان من جهة أخري.
علاقة معقدة …
مرت العلاقة بين إيران وحركة طالبان بمراحل من عدم الاستقرار والتوتر التى وصلت إلى حد العداء، وكذا فترات من الصداقة والتحالف، حيث اتسمت هذه العلاقة في مجملها بالنزعة المصلحية لكلٍ من الطرفين، ويمكن تقسيم هذه العلاقة المتغيرة إلى 4 فترات زمنية كالآتي:
الفترة الأولي منذ 1996 إلى 2001
في هذه الفترة وصل التوتر إلى أقصاه بين الحركة السنية المتشددة التي سيطرت على كابل وأخذت تطبق تفسيراً متطرفاً للإسلام والنظام الشيعي الاثنى عشري في إيران وبلغ هذا التوتر ذروته عندما قامت حركة طالبان بقتل 8 عناصر من فيلق القدس الإيراني ومراسل في القنصلية الإيرانية بمدينة مزار شريف مما هدد بدخول إيران في حرب مفتوحة في أفغانستان وقتها.
الفترة الثانية منذ عام 2001 إلى عام 2003
استمر في هذه الفترة العداء الإيراني مع طالبان بل وتطور في فترة الغزو الأمريكي لأفغانستان إلي حد مساندة معلوماتية ولوجستية للحرس الثوري الإيراني لبعض العمليات العسكرية لحلف الناتو علي الأرض، والحق ان مساندة إيران لبعض عمليات حلف الناتو ضد طالبان لم يكن بمحض إرادتها الخالصة، ففي هذا الوقت خصوصاً عام 2001 وبعد هجمات 11 سبتمبر وتنامي خطاب الحرب ضد الإرهاب في العالم الغربي والانتقام من الدول الراعية للإرهاب، خشيت إيران ان تتهمها الولايات المتحدة بمساندة الإرهاب وان يحدث لها مثلما حدث مع طالبان في أفغانستان لذا عمدت إلي تقديم دعم لعمليات حلف الناتو في أفغانستان كعربون تتبرأ به من دعمها للإرهاب، ولكن في نفس الوقت استفادت إيران من اضعاف غريم سني متشدد عقائدياً مثل طالبان الذي يشكل تهديداً لخطط إيران لبناء شبكة نفوذ واسعة في المنطقة.
الملا برادر “نائب زعيم حركة طالبان” مع وزير الخارجية الإيرانى السابق – أرشيفية