وحدة الدراسات الإسرائيلية و الفلسطينية

انتهت المواجهة الأخيرة بين إسرائيل بجيشها النظامي والمقاومة الفلسطينية بمختلف أذرعها، بعد مواجهات استمرت 11 يومًا، تغيرت فيها قواعد المواجهات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، ظهور قواعد جديدة للاشتباكات والمواجهات، تحركات من بلدات الداخل الواقعة تحت سيطرة الاحتلال،

تعرضت إسرائيل للعديد من الخسائر العسكرية ولكنها حققت مكاسب كبيرة بالحرب. فأكبر خسائر إسرائيل تكمن في السمعة السيئة التى اكتسبتها القبة الحديدية. تراجع الهيبة والنفوذ العسكرى الإسرائيلى بالداخل ،خصوصا بعد الرضوخ لوقف إطلاق النار. الجرأة التى اكتسبها عرب 48

اندلعت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة فخلطت الأوراق في المنطقة، ورغم التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركات المقاومة الفلسطينية، إلا أن تلك الحرب ستكون لها تداعيات مؤكدة على مستقبل المنطقة عموما واتفاقيات التطبيع خصوصا، حيث تسببت تلك الحرب في إحراج الدول العربية التي طبعت علاقاتها مع تل أبيب، لا سيما في ظل وحشية الغارات الإسرائيلية التي خلَّفت دمارًا هائلا وأوقعت مئات الشهداء والمصابين بين أهالي غزة.

ما بين سيناريوهات عديدة، جميعها صعبة، تجرى الأمور بين الفلسطينيين والإسرائيليين، خلال الأيام الأخيرة، ومتوقع أن تستمر كذلك لعدة أيام أخرى على الأقل، وكأن هناك من يدبر للشرق الأوسط وضعا جديدا، من الممكن أن يكون أكثر خطورة على الأمن القومى العربي، من سقوط بغداد أو ما يسمى بموجات الربيع العربي، ولذلك يجب أن نكون متيقظين، لكل المستجدات

في ظل العدوان الغاشم الذي تشنه إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة، والممارسات العدوانية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وحتى داخل أراضي الـ 48، يتساءل البعض عن سبب فشل الجهود المصرية أو حتى العربية والدولية، في إحراز تسوية أو إيجاد حل للقضية الفلسطينية. وربما يتناسى البعض أن هناك نصوصا دينية ونبوءات توراتية هي التي تجعل الإسرائيليين يماطلون في الحلول السياسية ولا يتنازلون عن الأرض الفلسطينية.

1- تواصل إسرائيل عدوانها على قطاع غزة، والذى أدى إلى استشهاد حوالى 140 فلسطينيًا، وإصابة أكثر من 1500 آخرين، مع تهجير الآلاف من بيوتهم فى شمال القطاع لمناطق أكثر أمنًا حيث تستهدف إسرائيل استكمال تدمير قدرات وإمكانيات فصائل المقاومة، حيث ساهمت الإجراءات والسياسات الإسرائيلية التى انتهجها رئيس الوزراء “بنيامين نتنياهو”، وكذا الاستفزازات التى قام بها المستوطنون فى القدس والأقصى بتحريض من حلفاء “نتنياهو” فى إحباط حكومة التغيير التى كانت ستتشكل وتحتاج دعم القائمة الموحدة والقائمة المشتركة، وذلك فى أعقاب تراجع رئيس حزب يمينا “نفتالى بينيت” عن الانضمام للائتلاف الحكومى، وكذا إجهاض معركة “الأقصى” و”الشيخ جراح” التى جذبت دعمًا دوليًا وشعبيًا غير مسبوق.

اندلعت الحرب بين إسرائيل وحركات المقاومة الفلسطينية، ورغم استشهاد عشرات الفلسطينيين وإصابة المئات، إلا أن صواريخ حماس والجهاد الإسلامي ما زالت تنهمر على المدن والمستوطنات الإسرائيلية دون انقطاع، مما أدى لمقتل بعض الإسرائيليين وإصابة آخرين، فضلا عن إصابة حركة الحياة داخل إسرائيل بالشلل التام، في ظل شبح الحرب الأهلية بين اليهود والعرب في أراضي الـ 48.

شهدت الأيام القليلة الماضية، أزمة جديدة داخل دير السلطان التابع للكنيسة القبطية الأرثوذوكسية، وذلك إثر قيام عدد من الرهبان الإثيوبيين بنصب خيمة داخل الدير القبطي ورفعوا عليها علم إثيوبيا، الأمر الذي دفع رهبان الدير بقيادة الأنبا أنطونيوس، مطران القدس والشرق الأدنى، إلى الاعتصام دفاعًا عن حق مصر في الدير، في ظل تواطؤ الشرطة الاسرائيلية مع الإثيوبيين، والذى يتزامن مع تصاعد حدة الخلاف بين الجانبين المصري والإثيوبي بسبب إصرار أديس أبابا على تنفيذ عملية الملء الثاني لسد النهضة بشكل أحادي دون مراعاة مشاكل دول المصب مصر والسودان، وبما يطرح تداعياته السلبية على المناخ العام للاستقرار والأمن في الأقاليم.

بدأت معركة القدس مبكرًاً منذ اللحظة التي أعلن فيها الرئيس الفلسطيني إجراء الانتخابات التشريعية الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية (القدس ، الضفة ، غزة) بلا استثناء ، والتي اتسمت بقدر كبير من العنف بعد قراره بعدم إجراء الانتخابات بسبب عدم موافقة إسرائيل على إجراءها في القدس، بدعوى عدم وجود حكومة في إسرائيل، وذلك بالرغم من إتخاذ الحكومة الحالية قرارات بالهدم ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات، مما يؤكد أن هذه الحكومة تتهرب من تنفيذ هذا الجانب من الإتفاقيات، لأنه سيشكل اعترافا ضمنيا بأن القدس الشرقية ما زالت أراضى محتلة، وأن الاعتراف الأمريكي بأنها عاصمة لإسرائيل غير ساري.